SFI Health
العلم وفائدة النوم

العلم وفائدة النوم

اعرف المسيرة المدهشة التي تحصل للعقل والجسم خلال النوم، وكيف يمكن أن يساعد ذلك على دعم تركيزك وذاكرتك وغير ذلك.

أسلوب الحياة تبصر
دقائق: 4 minutes

هل تنام ما فيه الكفاية؟

شغل، شغل، شغل – في عالم اليوم، كل فرد منا أصبح مشغولاً أكثر من أي وقت مضى. لكن هناك شيء واحد لا نخصص له ما يكفي من الوقت: النوم!

لقد أصبح النوم في أدنى قائمة الأولويات للعديد منا. قد يعني هذا أننا نحصل على قسط أقل من النوم إجمالاً، ونوعية أسوأ من النوم. في أستراليا مثلاً، لا يحصل ما نسبته 33 إلى 45% من البالغين على قسط جيد من النوم. فهل أنت من ضمنهم؟

ما أهمية النوم

النوم مثله مثل الطعام الجيد والتريّض، له أهمية لا توصف على صحتك. إنك بحاجة إلى قسط جيد وكاف من النوم لمساعدتك على الاحتفاظ بصحة بدنية وعقلية جيدة. وبالواقع، أظهرت الدراسات أن النوم يمكن أن يؤثر علينا بطرق عديدة تفوق ما نتصوره.

النوم الجيد يمكن أن يحسن وظيفة الدماغ

يعتمد الدماغ على النوم في العديد من الأشياء؛ فالنوم الجيد يمكن أن يساعد في دعم التركيز والذاكرة، إذ يمكّنك من القيام بالأمور بسهولة أكبر كحلّ المشاكل أو تذكّر الأشياء؛ ويُعتقد أن النوم قد يؤثر على المزاج. ورغم أنه ما زال علينا أن نتعلم الكثير عن تأثيرات النوم على وظيفة الدماغ بالظبط، فإنه من الواضح أن النوم يمكن أن يؤثر على طريقة اتصال خلايا الدماغ ببعضها البعض. 

النوم والصحة البدنية العامة والأداء البدني

خلال النوم، يعمل الجسم بالواقع بجهد. فالنوم هو الوقت الذي تتسنى خلاله للجسم فرصة للقيام بالعمل ذاتياً، حيث يقوم بعملية التصليح الذاتية استعداداً لليوم التالي.

لكن قيمة النوم ليست قصيرة الأجَل فقط، إذ يُعتقد أيضاً أن النوم الجيد يساعد على الحفاظ على عافيتنا في مجالات عديدة أخرى على المدى البعيد. 

المسيرة المدهشة للنوم

للنوم ’هندسة‘ خاصة مؤلّفة من دورات ومراحل

تُعتبر كل ليلة نوم مسيرة مدهشة ومعقدة، إذ تتألف عادةً من 4 إلى 6 دورات يستمر كلّ منها حوالي 90 دقيقة. وخلال كل من دورات النوم هذه توجد 5 مراحل نوم. ويشار إلى هذه الدورات والمراحل معاً بـ’هندسة النوم‘.

مراحل النوم المختلفة في كل دورة

يبدأ تقدّم كل دورة نوم بالتقدم من المرحلة الأولى إلى المرحلة الرابعة للنوم، بدءًا من النوم السطحي (عندما يبدأ المرء بالغفيان) ووصولاً إلى النوم العميق (عندما تتباطأ حركات العينين والتنفس). ويمكن اعتبار هذه المراحل على أنها الأكثر راحة واسترخاء من النوم.

ثم تتغير الأمور بصورة كبيرة، إذا يدخل المرء مرحلة نوم ’حركة العين السريعة‘، حين يصبح الدماغ أكثر نشاطاً، (فتصبح الأحلام أكثر حيوية بشكل يستطيع النائم معه أن يتذكرها لاحقاً) وتتحرك العينين بسرعة، ويصبح الدماغ أكثر نشاطاً، ويمكن للنائم أن يستقيظ بسهولة أكبر. ومرحلة نوم ’حركة العين السريعة‘ هي مرحلة يعمل خلالها الدماغ بجهد، ويشعر خلالها النائم براحة أقل بكثير من مراحل النوم الأخرى، ولكن يُعتقد بأنها مهمة لوظيفة الدماغ كخزن الذكريات، مثلاً. 

الأسباب التي تجعل المرء يخلد إلى النوم

عادةً توجد عدة عوامل مختلفة تجعل المرء يشعر بحاجة إلى النوم وتساعده على الخلود للنوم. أولها، الجسم الذي يبدأ بشعور بالحاجة للنوم بعد أن يكون قد حُرم منه لفترة، مثلما يشعر الجسم بالجوع بعد فترة من عدم الأكل. ثانياً: الاسترخاء البدني والعقلي الذي يشجع على الشعور بالنعاس. 

وآخيراً وليس آخراً، هناك منبّه الـ24 ساعة الخاص بالجسم (المعروف بـ’الإيقاع اليوماوي‘) الذي يحافظ على طلبنا للنوم في ذات الوقت من كل يوم. يعمل هذا المنبّه بصورة ذاتية إلى حد ما، بواسطة هرمونات مثل ميلاتونين وإشارات دماغية مختلفة مثل أدينوسين. ويمكن أن يتأثر بالتعرض للضوء وقد يتأثر حتى بالطعام الذي يتم تناوله قرب موعد النوم. وقد تعلم أن كوباً من الحليب يمكن أن يجعل المرء يشعر بالنعاس، ولكن هل تعلم أن الموز والتين والفول السوداني قد تساعدك أيضاً على الخلود إلى النوم؟

ما هي فترة النوم التي تحتاجها؟

يحتاج معظم البالغين حوالي 8 ساعات من النوم كل ليلة، لكن الأطفال والمراهقين يحتاجون إلى المزيد من النوم. هذا يعني أن احتياجات كل فرد تختلف عن الآخر وتتغير خلال حياته.

طريقة الحصول على قسط جيد من النوم

يمكن أن تؤدي عادات النوم الصحية إلى نوم أفضل صحياً. للمساعدة على النوم بسهولة، إليك بعض الأشياء بسيطة التي يمكنك تجربتها.

الاستجابة للمنبّه البدني

  • الجسم يعرف ما يحتاجه، لذا يجب ملاحظة حالة التعب لديك، وبالتالي عليك الذهاب إلى الفراش عندما تشعر بتعب فقط، والقيام بشيء آخر بانتظار هذا الشعور، كالاستماع إلى موسيقى هادئة أو قراءة كتاب.
  • التعرض لأشعة الشمس الصباحية باكراً مفيد جداً للمنبّه البدني

تحسين بيئة النوم

  • اجعل غرفة نومك مكاناً مخصصاً للنوم الجيد، وتجنب مشاهدة التلفاز أو استخدام الهاتف خلال وجودك في السرير.
  • احرص على الشعور براحة جسدية عند الذهاب إلى السرير، أي عدم الشعور بحرّ شديد أو برد شديد وعدم وجود ضوء مزعج.

أرحْ ذهنك قبل موعد النوم

  • مارس تمارين التأمل فهو وسيلة جيدة للراحة بعد عناء يوم طويل وللاستعداد للنوم.

  • الاستماع إلى موسيقى هادئة من الطبيعة، كتسجيلات الأصوات من الغابات المطرية، يمكن أن تهدئ الأعصاب كثيراً وتساعد على الخلود للنوم.

هل كانت هذه المقالة مفيدة؟

We use cookies to give you the best experience on our website. You can find out more about the cookies we use and how to change your settings.

أنا أقبل